البيت العربي
عندما يخطئ الدليل
د. محمد ناهض القويز
إذا كان لك هدف فلابد لك من دليل يعرف الطريق إليه. وكلما زاد جهلك بمتاهات الطريق زادت الحاجة إلى الدليل.
الدليل قد يكون عِلماً أو شخصاً أو كوكبا، أو نجوماً أو علامات.
وبرغم أن السماء مليئة بالنجوم إلا أن القليل منها فقط يُستخدم كدليل لثباته وصدقه. فالنجم القطبي "الجدي" يشير إلى الشمال. ونجوم الدب الأكبر تهديك للنجم القطبي. أما إن كنت تعيش جنوب خط الاستواء فصليب الجنوب يحدد الاتجاهات الأربعة.
يقول سبحانه وتعالى: "وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون".النحل 16
لو أراد شخص سلوك متاهة فإنه سيستعين بلاشك بدليل متمرس خبير بالأرض وعلاماتها. يحدد الاتجاهات وموارد المياه وهذا مافعله كل المستشرقين الذين استكشفوا الربع الخالي، تكفلوا بالمئونة وتسجيل الملاحظات وتركوا المسار للدليل ولكنهم وثقوا به.
ولاشك أن أحدنا لو مرّ بما مروا به لبحث عن الدليل الموثوق.
ولكن ماذا لو استعنت بدليل يثني الجميع على معرفته ثم بدأت المسير. ولكن بعد أن قطعتما مسافة بدأ الدليل غير واثق يعود القهقرى، ثم يتقدم ليتراجع، لاشك أنه سيساورك شك بقدرته على الوصول إلى الهدف. ولكنك أحسنت الظن به لأن الجميع أثنى عليه فقررت في نفسك أن تتجاوز عن ذلك الخطأ فقد يكون غمّ عليه. وقررت أن تعطيه فرصة أخرى.
ولكن الدليل أخطأ ثانية وثالثة ورابعة.
عندها ستقتنع بأن هذا الدليل سيوردك المهالك.
ستحاول البحث عن بديل أو تعود أدراجك أو تستعين بالمارة أو حتى بالحيوانات والطيور. أما إن كان لديك إلمام بالنجوم فستستعين بها لتصل إلى أقرب نقطة أمان.
لو طبقنا هذه النظرة التي تراجع خطأ الدليل في شتى نواحي حياتنا لأمكننا تحديد ما إذا كنا نسير في الاتجاه الصحيح أم الخطأ.
إن كان مستشارك يخطئ المرة تلو المرة، فمن غير المعقول الاحتفاظ به لأن آراءه فاسدة.
ومثل ذلك يُقال عن العمل والصداقة والدعوة ومناهج التربية والتعليم.
هذه الحقيقة معروفة في الموروث العربي وحتى الشعبي، فالمثل يقول:
"من جا دليله بوم ورده الخراب"
ولكنها تفتقر للتطبيق.
عندما يخطئ الدليل
د. محمد ناهض القويز
إذا كان لك هدف فلابد لك من دليل يعرف الطريق إليه. وكلما زاد جهلك بمتاهات الطريق زادت الحاجة إلى الدليل.
الدليل قد يكون عِلماً أو شخصاً أو كوكبا، أو نجوماً أو علامات.
وبرغم أن السماء مليئة بالنجوم إلا أن القليل منها فقط يُستخدم كدليل لثباته وصدقه. فالنجم القطبي "الجدي" يشير إلى الشمال. ونجوم الدب الأكبر تهديك للنجم القطبي. أما إن كنت تعيش جنوب خط الاستواء فصليب الجنوب يحدد الاتجاهات الأربعة.
يقول سبحانه وتعالى: "وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون".النحل 16
لو أراد شخص سلوك متاهة فإنه سيستعين بلاشك بدليل متمرس خبير بالأرض وعلاماتها. يحدد الاتجاهات وموارد المياه وهذا مافعله كل المستشرقين الذين استكشفوا الربع الخالي، تكفلوا بالمئونة وتسجيل الملاحظات وتركوا المسار للدليل ولكنهم وثقوا به.
ولاشك أن أحدنا لو مرّ بما مروا به لبحث عن الدليل الموثوق.
ولكن ماذا لو استعنت بدليل يثني الجميع على معرفته ثم بدأت المسير. ولكن بعد أن قطعتما مسافة بدأ الدليل غير واثق يعود القهقرى، ثم يتقدم ليتراجع، لاشك أنه سيساورك شك بقدرته على الوصول إلى الهدف. ولكنك أحسنت الظن به لأن الجميع أثنى عليه فقررت في نفسك أن تتجاوز عن ذلك الخطأ فقد يكون غمّ عليه. وقررت أن تعطيه فرصة أخرى.
ولكن الدليل أخطأ ثانية وثالثة ورابعة.
عندها ستقتنع بأن هذا الدليل سيوردك المهالك.
ستحاول البحث عن بديل أو تعود أدراجك أو تستعين بالمارة أو حتى بالحيوانات والطيور. أما إن كان لديك إلمام بالنجوم فستستعين بها لتصل إلى أقرب نقطة أمان.
لو طبقنا هذه النظرة التي تراجع خطأ الدليل في شتى نواحي حياتنا لأمكننا تحديد ما إذا كنا نسير في الاتجاه الصحيح أم الخطأ.
إن كان مستشارك يخطئ المرة تلو المرة، فمن غير المعقول الاحتفاظ به لأن آراءه فاسدة.
ومثل ذلك يُقال عن العمل والصداقة والدعوة ومناهج التربية والتعليم.
هذه الحقيقة معروفة في الموروث العربي وحتى الشعبي، فالمثل يقول:
"من جا دليله بوم ورده الخراب"
ولكنها تفتقر للتطبيق.