إيجاز
إنهم يكذبون
د. عبدالله الزامل
تكاد تجزم - واثقاً - بأن سوقنا وفرصه الواعدة والمغرية بامتيازات ومسارات النجاحات المتعددة هو الأول من نوعه ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع ، وعندما تقول ذلك كن مطمئناً لما تقول وواثقاً به ، لأنك تستند إلى مبررات عدة ليست متوفرة، أو الكثير منها ليس متوفراً في كثير من الأسواق الأخرى بما فيها أسواق الانفجار الصناعي والحضاري المذهل والتجاري الضخم..
ولدينا في بلادنا - كما لدى سوانا - مؤسسات وشركات مالية وصناعية وخدمية عملاقة ومتوسطة وصغيرة ، غير أنها لدينا تتمتع بفرص لا تتوفر لسواها من إعفاءات ضريبية وجمركية ودعم سلع، وقروض بدون فوائد وأراضٍ بأسعار رمزية، واتساع حجم سوق وأنماط استهلاكية شرِهة جدا وموقع جغرافي وتسويقي فريد وسوى ذلك كثير..
كل ذلك وسواه يقدمه وطن لايعرف إلا العطاء، وقد يأخذه من لا يعرف إلا العقوق ، أو لكي تكون دقيقا ومنصفا وغير متجنٍ ، صنّف كثيرا من شركاتنا العملاقة في سلّم مساهمات وواجبات المسؤولية الاجتماعية وسترى حجم المقدم والمتاح وأبعاد الحاجة ثم قارن ذلك بما حصلت عليه هذه الشركة أو ذاك البنك من مجتمعه وأهله وأنظمة تجارته وتسهيلاته وحمايته، وما حصل عليه المجتمع وأبناؤه في المقابل لتدرك حجم العقوق..
دعك من العيني أو المادي المقدم أو واجب التقديم في هذا السياق، وخذ مثال واجب توطين الوظائف في بعض الشركات إذا كان أمامك لقاء صحفي في إحدى الصحف المحلية جرى في 21-8- 2004 م لمدير تنفيذي لشركة كبرى أرباحها توقعات شريكها غير السعودي بأضعاف المرات ويقول في ذاك اللقاء إن الشركة ستتيح خلال الخمس سنوات الأولى حوالي 4500 وظيفة ستتوجه مباشرة للسعوديين، وذلك حسب مستندات المناقصة التي تم التقدم بها للحصول على الرخصة ، وتصور حجم الدهشة إذا عرفت أنه حتى تاريخ كتابة هذا المقال أي بعد أكثر من ثماني سنوات لم يتم توظيف العدد الذي يستحق الذكر فضلًا عن العدد الموعود أو المكذوب..
وقس على هذا - بكثير من المرارة إن شئت - كثيراً من صور العقوق والقسوة وأخذ كل شيء وعدم تقديم أي شيء ، لتكتشف أخيراً أنهم يعملون ويربحون وهذا حقهم المشروع ، لكنهم لايفون بالوعود..
إنهم يكذبون
د. عبدالله الزامل
تكاد تجزم - واثقاً - بأن سوقنا وفرصه الواعدة والمغرية بامتيازات ومسارات النجاحات المتعددة هو الأول من نوعه ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع ، وعندما تقول ذلك كن مطمئناً لما تقول وواثقاً به ، لأنك تستند إلى مبررات عدة ليست متوفرة، أو الكثير منها ليس متوفراً في كثير من الأسواق الأخرى بما فيها أسواق الانفجار الصناعي والحضاري المذهل والتجاري الضخم..
ولدينا في بلادنا - كما لدى سوانا - مؤسسات وشركات مالية وصناعية وخدمية عملاقة ومتوسطة وصغيرة ، غير أنها لدينا تتمتع بفرص لا تتوفر لسواها من إعفاءات ضريبية وجمركية ودعم سلع، وقروض بدون فوائد وأراضٍ بأسعار رمزية، واتساع حجم سوق وأنماط استهلاكية شرِهة جدا وموقع جغرافي وتسويقي فريد وسوى ذلك كثير..
كل ذلك وسواه يقدمه وطن لايعرف إلا العطاء، وقد يأخذه من لا يعرف إلا العقوق ، أو لكي تكون دقيقا ومنصفا وغير متجنٍ ، صنّف كثيرا من شركاتنا العملاقة في سلّم مساهمات وواجبات المسؤولية الاجتماعية وسترى حجم المقدم والمتاح وأبعاد الحاجة ثم قارن ذلك بما حصلت عليه هذه الشركة أو ذاك البنك من مجتمعه وأهله وأنظمة تجارته وتسهيلاته وحمايته، وما حصل عليه المجتمع وأبناؤه في المقابل لتدرك حجم العقوق..
دعك من العيني أو المادي المقدم أو واجب التقديم في هذا السياق، وخذ مثال واجب توطين الوظائف في بعض الشركات إذا كان أمامك لقاء صحفي في إحدى الصحف المحلية جرى في 21-8- 2004 م لمدير تنفيذي لشركة كبرى أرباحها توقعات شريكها غير السعودي بأضعاف المرات ويقول في ذاك اللقاء إن الشركة ستتيح خلال الخمس سنوات الأولى حوالي 4500 وظيفة ستتوجه مباشرة للسعوديين، وذلك حسب مستندات المناقصة التي تم التقدم بها للحصول على الرخصة ، وتصور حجم الدهشة إذا عرفت أنه حتى تاريخ كتابة هذا المقال أي بعد أكثر من ثماني سنوات لم يتم توظيف العدد الذي يستحق الذكر فضلًا عن العدد الموعود أو المكذوب..
وقس على هذا - بكثير من المرارة إن شئت - كثيراً من صور العقوق والقسوة وأخذ كل شيء وعدم تقديم أي شيء ، لتكتشف أخيراً أنهم يعملون ويربحون وهذا حقهم المشروع ، لكنهم لايفون بالوعود..