الخروج عن النص
لماذا تأخر البيان السعودي؟
د. مطلق سعود المطيري
إن كان لي أن أضع تفسيراً خاصاً يوضح أسباب إعلان البيان التاريخي للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وجهه للنظام السوري متأسيا وحذرا ، متأسيا على إزهاق الأرواح الطاهرة التي ذهبت ثمنا للدفاع عن كرامتها ، ومحذرا من استمرار عمليات القتل المنظم ، أقول إن كان هناك تفسير لأسباب إعلان هذا البيان فهو النداءات الشعبية التي خرجت من ساحات الاحتجاج الدامي في سورية .
بيان يحمل قوة وفعل السهم الذي أحدث اختراقا في جدار الصمت العربي ، وتوالت بعده مواقف تتفق معه بالمضمون والاتجاه ،هو ليس بيانا استنكاريا تقتضيه الظروف الدبلوماسية وحسب ، بل هو بيان موقف نبيل جاء لنصرة الشعب السوري العزيز ، فالموقف دائما مايكون له تبعات وله أيضا ثمن ، فسحب السفير ليس عملا استنكاريا أو خطاب تبرئة ذمة ، ولم يكن هذا السحب نتيجة لهجوم أو أضرار لحقت بالبعثة الدبلوماسية السعودية بدمشق ، بل جاء تلبية لنداءات الشعب السوري المستغيث بالنخوة العربية ، فكان له ما طلب ، والمتابع بحياد لردة الفعل الشعبية في سورية عرف جيدا قيمة هذا البيان وقوته ، فقد استقبله الشعب السوري العزيز بكل معنى يحمل مضمون وشكل النصرة لحقوقه وكرامته .
ومع كل موقف شجاع ونبيل يظهر بعض المشككين الذين يحاولون ان يقللوا من أهمية الموقف ، فهؤلاء المشككون لم يستطيعوا من خلال سلطة نقدهم إضعاف قوة البيان وفعاليته ،فذهبوا الى حجة اخرى وهي زعم تأخر صدور البيان ، فالرد على هؤلاء يعلمونه هم قبل غيرهم ، فمن المعلوم ان احداث سورية تزامنت مع احداث البحرين حيث شارك درع الجزيرة في حماية المنشآت الحيوية في الشقيقة البحرين ، ومنع التدخل الايراني في تلك الاحداث ، فأجندة الاهتمام السعودي كان على رأس قائمتها حماية البحرين من العبث الإيراني ، وهذا عمل له من الجهد والوقت مايستحقه ، كما أن الوضع في اليمن له أيضا ما يستحق من الوقت والمتابعة والأولوية ، وفي العمل السياسي خاصة في العالم العربي الذي يتشابه به الحليف مع العدو بالخطاب والخبث والابتسامة ، والبكاء أيضا ، كان على المملكة أن لا تتحالف إلا مع مواقفها التي يعرفها جيدا أشباه الأشقاء والحلفاء ، مواقف تقدم الكرامة العربية على كل اعتبار مادي أو سواه من الاعتبارات التي تقع في دائرة المصالح السياسية ، وكان لهذه المواقف الفضل بعد الله في حماية أمن البحرين من التدخلات الايرانية ، ولها أيضا الفضل في الحفاظ على توازنات الاستقرار في اليمن الى أن يكتب الله له مخرجا قريبا..
هذا الازحام في الباب السياسي السعودي لم يؤجل صدور البيان الذي وصف بالتاريخي ، ولكنه وضعه في الاولوية التي يستحقها في قائمة الأجندة السعودية ، هذا ليس تبريرا نقدمه للشارع العربي الذي أنكر مزاعم المشككين بمساندته للبيان والترحيب بمضمونه ، ولكن نقدمه لأبواق إيران الدعائية الذين ظهر عفنهم قبل البيان، وسيظل بعده يشهد على قبحهم..
لماذا تأخر البيان السعودي؟
د. مطلق سعود المطيري
إن كان لي أن أضع تفسيراً خاصاً يوضح أسباب إعلان البيان التاريخي للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وجهه للنظام السوري متأسيا وحذرا ، متأسيا على إزهاق الأرواح الطاهرة التي ذهبت ثمنا للدفاع عن كرامتها ، ومحذرا من استمرار عمليات القتل المنظم ، أقول إن كان هناك تفسير لأسباب إعلان هذا البيان فهو النداءات الشعبية التي خرجت من ساحات الاحتجاج الدامي في سورية .
بيان يحمل قوة وفعل السهم الذي أحدث اختراقا في جدار الصمت العربي ، وتوالت بعده مواقف تتفق معه بالمضمون والاتجاه ،هو ليس بيانا استنكاريا تقتضيه الظروف الدبلوماسية وحسب ، بل هو بيان موقف نبيل جاء لنصرة الشعب السوري العزيز ، فالموقف دائما مايكون له تبعات وله أيضا ثمن ، فسحب السفير ليس عملا استنكاريا أو خطاب تبرئة ذمة ، ولم يكن هذا السحب نتيجة لهجوم أو أضرار لحقت بالبعثة الدبلوماسية السعودية بدمشق ، بل جاء تلبية لنداءات الشعب السوري المستغيث بالنخوة العربية ، فكان له ما طلب ، والمتابع بحياد لردة الفعل الشعبية في سورية عرف جيدا قيمة هذا البيان وقوته ، فقد استقبله الشعب السوري العزيز بكل معنى يحمل مضمون وشكل النصرة لحقوقه وكرامته .
ومع كل موقف شجاع ونبيل يظهر بعض المشككين الذين يحاولون ان يقللوا من أهمية الموقف ، فهؤلاء المشككون لم يستطيعوا من خلال سلطة نقدهم إضعاف قوة البيان وفعاليته ،فذهبوا الى حجة اخرى وهي زعم تأخر صدور البيان ، فالرد على هؤلاء يعلمونه هم قبل غيرهم ، فمن المعلوم ان احداث سورية تزامنت مع احداث البحرين حيث شارك درع الجزيرة في حماية المنشآت الحيوية في الشقيقة البحرين ، ومنع التدخل الايراني في تلك الاحداث ، فأجندة الاهتمام السعودي كان على رأس قائمتها حماية البحرين من العبث الإيراني ، وهذا عمل له من الجهد والوقت مايستحقه ، كما أن الوضع في اليمن له أيضا ما يستحق من الوقت والمتابعة والأولوية ، وفي العمل السياسي خاصة في العالم العربي الذي يتشابه به الحليف مع العدو بالخطاب والخبث والابتسامة ، والبكاء أيضا ، كان على المملكة أن لا تتحالف إلا مع مواقفها التي يعرفها جيدا أشباه الأشقاء والحلفاء ، مواقف تقدم الكرامة العربية على كل اعتبار مادي أو سواه من الاعتبارات التي تقع في دائرة المصالح السياسية ، وكان لهذه المواقف الفضل بعد الله في حماية أمن البحرين من التدخلات الايرانية ، ولها أيضا الفضل في الحفاظ على توازنات الاستقرار في اليمن الى أن يكتب الله له مخرجا قريبا..
هذا الازحام في الباب السياسي السعودي لم يؤجل صدور البيان الذي وصف بالتاريخي ، ولكنه وضعه في الاولوية التي يستحقها في قائمة الأجندة السعودية ، هذا ليس تبريرا نقدمه للشارع العربي الذي أنكر مزاعم المشككين بمساندته للبيان والترحيب بمضمونه ، ولكن نقدمه لأبواق إيران الدعائية الذين ظهر عفنهم قبل البيان، وسيظل بعده يشهد على قبحهم..