صدى الواقع
عزيز: ليتك تعلمت من سامي
خالد المشيطي
ملّ الهلاليون من لاعب الوسط خالد عزيز وطفشوا من غيابه فصرخوا في وجهه بصوت عال: لا نريدك، ارحل ببلاش، كانوا يأملون ببيعه ليستردوا بعض خسائرهم عليه، لكن رائحة تسربه وفوضويته فاحت، فلم يقبل به أحد، الاتحاد الهدف الأول والأكثر دفعا أكد عن طريق جمال فرحان أنه لاعب غير مرغوب فيه لديهم، النهاية الحتمية له سيرحل إلى أحد أندية الدرجة الأولى أو الثانية، وفيها يسمح للاعبين المشاهير بالغياب، وأحيانا بالحضور للعب المباريات فقط، مع حفظ الحقوق المادية، ثم سيكون أثرا بعد عين، سبقه لاعبون دوليون كانت لهم قيمتهم، ثم انتهى بهم المطاف إلى دروب الضياع، وصاروا يستجدون مراسلا يكتب عن معاناتهم، وهم الذين لم يعطوا الصحفيين "وجه" حينما كانوا في عزهم.!
خالد عزيز نموذج لمواطنين لا يدركون قيمة العمل، ولا التخطيط للمستقبل، طموحهم الثراء بلا جهد، النوم هو غايتهم، وإن قلت لأحدهم: اجتهد، فمن جدّ وجد، ومن زرع حصد، أجابك ببرود متناهٍ وهو "يتمطط" ويتثاءب: كِسَل! فهو كسلان دائماً، ولا تستغرب، فحلمه أن تمطر السماء ذهبا، وتنبت الأرض ألماسا، ولذا فهو "يتبطح" بالاستراحة ينتظر تحقق هدفه السامي!
هؤلاء هم ضحايا مجتمع ميسور، غالبا ما يولد الطفل فيه وفي فمه ملعقة من ذهب، وجد كل شيء يتوفر بين يديه، لم يَجعْ ليبحث عن الأكل، ولم يُقذف في الشارع ليبحث عن مأوى، ولم تربّه أسرته على قيمة العمل، ولذا نشأ فوضويا، يظن الحياة عبثا في عبث، يبلغ الأربعين وهو يعتمد على أبويه، فهو عالة على المجتمع منذ أن يولد حتى يموت، ولنا في جيراننا الحضارم قدوة حسنة في كيفية تربية أولادهم على احترام العمل.
حلم الثراء تحقق للاعبين انتقلوا فجأة من الفقر إلى عالم الملايين، بعضهم قيّض الله له عقلا واعيا، أو وليا مصلحا يعلمه كيفية استغلالها بما يؤمن مستقبله، وبعضهم طغى فانقاد لملذاته وشهواته، فإذا طارت ملايينه تحول إلى حارس أمن. فوضوية عزيز، بل سطحية تفكيره جعلته لا ينتظم مع الهلال الذي رفع من قيمته، ليحافظ على عزّ يعيش فيه، راتب يعيّشه ويعيش عياله، هذا وهو (لعب)، فكيف لو أنه يصحو الفجر ليكدح إلى الليل في المزارع، أو في تحميل وتنزيل البضائع؟!
في هذا الصدد أشير إلى لاعبين أذكياء تركوا كرة القدم وحافظوا على نجاحهم، منهم في الهلال مثلا سامي الجابر في التجارة والعمل الرياضي، وتركي العواد في التعليم وفهد المصيبيح في تولي المناصب، وغيرهم كثير، ليت عزيز تعلم منهم!
بقايا
*وصول منتخب الشباب إلى دور الستة عشر في نهاية كأس العالم في كولومبيا حدث جميل ويستحق التهنئة، لكن ليست بالصورة التي فعلها بعض النقاد حينما جعلوا الوصول مؤشرا على أن المنتخبات تحسن وضعها، فالتغيير ناحية الأفضل لا يأتي بين يوم وليلة.
*المبالغة في إطراء إنجاز المنتخبات العادية جدا من محمد المسحل كما حدث للمنتخب الأول حينما فاز على هونج كونج، ومع منتخب الشباب منهج غير سليم، ليته يترك الإنجازات "إن تحققت" تتحدث عن نفسها، وليته يقول بتواضع: ليس هذا طموحنا!