لكي لا تضيع الجهود
محمد محفوظ
سعيد شاب سعودي يحب العلم والمعرفة ، وذلل الكثير من العقبات والصعوبات ، لكي يواصل تحصيله العلمي والمعرفي .. وهو من الشباب الأوائل الذين استفادوا من نظام الابتعاث الخارجي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين لطلاب وطالبات الوطن من أقصاه إلى أقصاه .. وبعد سنين عديدة من الغربة والبعد عن الأهل والأحبة ، والكفاح في مواصلة العلم ، عاد سعيد إلى وطنه وهو يحمل شهادة الماجستير .. ولكن المفاجأة المذهلة التي واجهت سعيد أنه إلى الآن لم يحصل على وظيفة مناسبة لتخصصه العلمي وشهادته الأكاديمية مع مرور أكثر من عام وهو يبحث عن فرصة عمل مناسبة .. فهذا الشاب كغيره من آلاف الشباب ، الذين بذلوا كل الجهود من أجل التفوق العلمي والعودة إلى الوطن بشهادة أكاديمية عليا ، يستطيع من خلال تخصصه العلمي أن يخدم وطنه ، ويردّّ بعض الدين إلى هذا الوطن الذي علمه وبعثه إلى جامعات العالم من أجل استيعاب المعرفة والقبض على أسرار العلم ، لكي يعود بعد ذلك إلى وطنه من موقع القوة العلمية لخدمة وطنه .. ولكن هو وغيره يصطدمون بواقع أنه لم يحصل على وظيفة مناسبة لتخصصه العلمي وشهادته الأكاديمية ..
وحتى لا نقع أسرى الرؤية النمطية السائدة عن الشباب السعودي ، فإن الآلاف من هؤلاء الشباب لم يجلسوا في بيوتهم لانتظار الوظيفة ، وإنما جابوا الوطن كله من أجل الحصول على وظيفة مناسبة لتخصصهم العلمي ، وزاروا عشرات الشركات لتقديم سيرهم الذاتية والبحث عن وظيفة وبذل كل الطاقة من أجل أن لا تطول مدة بحثهم عن وظيفة .. ولكن سعيداً وبأسف شديد لحد الآن لم يحصل على وظيفة وهو خريج ويحمل شهادة الماجستير وبذل كل الجهود من أجل التفوق الدراسي .. ولكن كل هذه الامتيازات لم تشفع له ، وإن كل سنوات الغربة لتحصيل العلم والمعرفة ، لم تؤهله للحصول على وظيفة وراتب مجز في السوق الوطنية ..
إننا نتطلع إلى كل الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص لمواكبة المشروع العملاق والحيوي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .. لأن هذا المشروع الوطني المهم ، ساهم ويساهم في خلق آلاف الطاقات والكفاءات العلمية من شباب وشابات هذا الوطن ..
هذه القصة وغيرها من قصص الشباب المبتعث والذي عاد إلى وطنه وهو مرفوع الرأس لنيله الشهادة الجامعية وبجداره ليست من نسج الخيال ، وإنما هي قصة واقعية ولها أشباه ونظائر كثيرة.. حيث إن شباب الوطن المتعلم والذي كافح من أجل التفوق ، لم يتمكن بعد تخرجه والعودة إلى وطنه من الحصول على وظيفة يخدم من خلال تخصصه العلمي وطنه ومجتمعه .
وإزاء هذه المسألة التي تثير الكثير من الآلام والتساؤلات وعلامات الاستفهام أود التأكيد على النقاط التالية :
1-إننا نتطلع إلى كل الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص لمواكبة المشروع العملاق والحيوي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .. لأن هذا المشروع الوطني المهم ، ساهم ويساهم في خلق آلاف الطاقات والكفاءات العلمية من شباب وشابات هذا الوطن ..
وإن المواكبة المطلوبة تقتضي بلورة خطط وبرامج سنوية ، لاستيعاب هؤلاء الخريجين في مختلف الوزارات وشركات القطاع الخاص ، لكي تتوفر كل الفرص لهؤلاء الشباب والشابات لخدمة وطنهم من موقع الاقتدار العلمي ..
والدعم الحقيقي لمشروع الابتعاث الخارجي ، يتجلى في خلق الفرص الوظيفية المناسبة لهؤلاء الشباب الذين رفعوا راية الوطن في مئات الجامعات والكليات في العالم ..
2-إننا ندعو وزارة التعليم العالي وكل الأجهزة المعنية بشؤون الابتعاث والمبتعثين ، للقيام بمبادرات وطنية متكاملة ، لكي لا تتحول حالة البحث عن وظيفة من قبل الخريجين دون جدوى إلى ظاهرة .. لأن تحول هذه الحالة إلى ظاهرة ، سيكلف الوطن كله الكثير من الصعوبات والأضرار على أكثر من صعيد .. لهذا فإن العمل على صناعة ورش عمل حقيقية وليست صورية لمعالجة هذه المسألة ، يعد من الضروريات والأولويات في المرحلة القادمة ..
فالوطن صرف الكثير على هؤلاء الطلبة ، وحين تحين فرصة خدمة الوطن من موقع العلم والتخصص ، تتلكأ شركاتنا ومؤسساتنا العلمية والصناعية والتجارية من استيعاب هؤلاء .. فوزارة التعليم العالي ليست معنية فقط بشؤون الابتعاث ، وإنما بتعزيز هذا البرنامج وإنجاحه .. ولعل من أهم خطوات إنجاح هذا البرنامج على الصعيد الوطني ، هو العمل على تذليل كل العقبات التي تحول دون أن يتمكن شباب الوطن وشاباته من الخريجين والخريجات من الحصول على وظيفة وفرصة عمل مناسبة لتخصصه العلمي والأكاديمي ..
3-إن القطاع الخاص بكل مؤسساته وشركاته ، يتحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه هذه النخبة الوطنية الجديدة ، التي عادت إلينا وهي تحمل تخصصات علمية متميزة ومناسبة لسوق العمل ..
لهذا فإننا ندعو أرباب هذا القطاع ومن موقع المسؤولية الوطنية إلى الالتفات إلى هذه المسألة ، وإعطاء أولوية في عملية التوظيف لهذه النخبة العلمية الجديدة من أبناء وبنات الوطن الذين نفخر بهم جميعا ..
فلا يجوز وطنياً وأخلاقياً أن يبحث أفراد هذه النخبة عن وظيفة وفرصة عمل مناسبة لدراستهم الجامعية وتخصصهم العلمي ولكنهم لا يحصلون عليها .. فهؤلاء هم ثروة الوطن الحقيقية ولا يصح التعامل مع هذه الثروة الوطنية النوعية بإهمال .. لهذا فإننا ندعو أرباب القطاع الخاص لإطلاق مبادرة وطنية لاستيعاب أصحاب التخصصات العلمية في وظائف ومهن لائقة بموقعهم العلمي ..
4-إننا ندعو الخريجين والخريجات إلى عدم رفع الراية البيضاء والاستسلام .. فهذه الصعوبات ليست نهاية الطريق .. تعاونوا مع بعضكم البعض لتذليل كل الصعوبات والعقبات ، لا تيأسوا ولا تستسلموا أمام عثرات الطريق ، فأنتم نخبة الوطن العلمية .. وإذا كانت هناك جهات أو مؤسسات لم تلتفت لأي سبب من الأسباب إلى علمكم ومهنيتكم فهذا ليس نهاية الطريق ..
فالإصرار على النجاح والكفاح من أجل خدمة الوطن من موقع الاقتدار العلمي ، من القضايا التي تستحق العمل المتواصل من أجل إنهاء كل ما يحول دون الوصول إلى ما تتطلعون إليه ..
فخطوتكم لمواصلة الدراسة الجامعية والانخراط في مشروع الابتعاث الخارجي ، كانت خطوة ناجحة ورائدة ومتميزة ، ووجود صعوبات في الحصول على وظيفة وفرصة عمل مناسبة ولائقة ، ينبغي أن لا يدفعكم إلى اليأس أو القنوط أو تخطئة خطوتكم في مواصلة التحصيل العلمي .. فما قمتم به لنيل الشهادة العلمية العليا ، هو عين الصواب ووطنكم يحتاج إليكم وأنتم ناجحون ومتميزون ومتمكنون علميا وأكاديميا ، ووجود صعوبات ، لا يلغي هذه الحقيقة وسيكتشف الجميع عاجلا أو آجلا مدى حاجة الوطن إليكم ، وأنكم رهانه المستقبلي .. وعلى كل حال من الضروري أن تتضافر كل الجهود والإمكانات ، من أجل استيعاب طاقات وكفاءات الوطن الجديدة من خلال توفير الفرص الكاملة لهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم من موقع وعنصر القوة الذي يمتلكونه ألا وهو التخصص العلمي والأكاديمي ..
محمد محفوظ
سعيد شاب سعودي يحب العلم والمعرفة ، وذلل الكثير من العقبات والصعوبات ، لكي يواصل تحصيله العلمي والمعرفي .. وهو من الشباب الأوائل الذين استفادوا من نظام الابتعاث الخارجي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين لطلاب وطالبات الوطن من أقصاه إلى أقصاه .. وبعد سنين عديدة من الغربة والبعد عن الأهل والأحبة ، والكفاح في مواصلة العلم ، عاد سعيد إلى وطنه وهو يحمل شهادة الماجستير .. ولكن المفاجأة المذهلة التي واجهت سعيد أنه إلى الآن لم يحصل على وظيفة مناسبة لتخصصه العلمي وشهادته الأكاديمية مع مرور أكثر من عام وهو يبحث عن فرصة عمل مناسبة .. فهذا الشاب كغيره من آلاف الشباب ، الذين بذلوا كل الجهود من أجل التفوق العلمي والعودة إلى الوطن بشهادة أكاديمية عليا ، يستطيع من خلال تخصصه العلمي أن يخدم وطنه ، ويردّّ بعض الدين إلى هذا الوطن الذي علمه وبعثه إلى جامعات العالم من أجل استيعاب المعرفة والقبض على أسرار العلم ، لكي يعود بعد ذلك إلى وطنه من موقع القوة العلمية لخدمة وطنه .. ولكن هو وغيره يصطدمون بواقع أنه لم يحصل على وظيفة مناسبة لتخصصه العلمي وشهادته الأكاديمية ..
وحتى لا نقع أسرى الرؤية النمطية السائدة عن الشباب السعودي ، فإن الآلاف من هؤلاء الشباب لم يجلسوا في بيوتهم لانتظار الوظيفة ، وإنما جابوا الوطن كله من أجل الحصول على وظيفة مناسبة لتخصصهم العلمي ، وزاروا عشرات الشركات لتقديم سيرهم الذاتية والبحث عن وظيفة وبذل كل الطاقة من أجل أن لا تطول مدة بحثهم عن وظيفة .. ولكن سعيداً وبأسف شديد لحد الآن لم يحصل على وظيفة وهو خريج ويحمل شهادة الماجستير وبذل كل الجهود من أجل التفوق الدراسي .. ولكن كل هذه الامتيازات لم تشفع له ، وإن كل سنوات الغربة لتحصيل العلم والمعرفة ، لم تؤهله للحصول على وظيفة وراتب مجز في السوق الوطنية ..
إننا نتطلع إلى كل الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص لمواكبة المشروع العملاق والحيوي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .. لأن هذا المشروع الوطني المهم ، ساهم ويساهم في خلق آلاف الطاقات والكفاءات العلمية من شباب وشابات هذا الوطن ..
هذه القصة وغيرها من قصص الشباب المبتعث والذي عاد إلى وطنه وهو مرفوع الرأس لنيله الشهادة الجامعية وبجداره ليست من نسج الخيال ، وإنما هي قصة واقعية ولها أشباه ونظائر كثيرة.. حيث إن شباب الوطن المتعلم والذي كافح من أجل التفوق ، لم يتمكن بعد تخرجه والعودة إلى وطنه من الحصول على وظيفة يخدم من خلال تخصصه العلمي وطنه ومجتمعه .
وإزاء هذه المسألة التي تثير الكثير من الآلام والتساؤلات وعلامات الاستفهام أود التأكيد على النقاط التالية :
1-إننا نتطلع إلى كل الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص لمواكبة المشروع العملاق والحيوي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .. لأن هذا المشروع الوطني المهم ، ساهم ويساهم في خلق آلاف الطاقات والكفاءات العلمية من شباب وشابات هذا الوطن ..
وإن المواكبة المطلوبة تقتضي بلورة خطط وبرامج سنوية ، لاستيعاب هؤلاء الخريجين في مختلف الوزارات وشركات القطاع الخاص ، لكي تتوفر كل الفرص لهؤلاء الشباب والشابات لخدمة وطنهم من موقع الاقتدار العلمي ..
والدعم الحقيقي لمشروع الابتعاث الخارجي ، يتجلى في خلق الفرص الوظيفية المناسبة لهؤلاء الشباب الذين رفعوا راية الوطن في مئات الجامعات والكليات في العالم ..
2-إننا ندعو وزارة التعليم العالي وكل الأجهزة المعنية بشؤون الابتعاث والمبتعثين ، للقيام بمبادرات وطنية متكاملة ، لكي لا تتحول حالة البحث عن وظيفة من قبل الخريجين دون جدوى إلى ظاهرة .. لأن تحول هذه الحالة إلى ظاهرة ، سيكلف الوطن كله الكثير من الصعوبات والأضرار على أكثر من صعيد .. لهذا فإن العمل على صناعة ورش عمل حقيقية وليست صورية لمعالجة هذه المسألة ، يعد من الضروريات والأولويات في المرحلة القادمة ..
فالوطن صرف الكثير على هؤلاء الطلبة ، وحين تحين فرصة خدمة الوطن من موقع العلم والتخصص ، تتلكأ شركاتنا ومؤسساتنا العلمية والصناعية والتجارية من استيعاب هؤلاء .. فوزارة التعليم العالي ليست معنية فقط بشؤون الابتعاث ، وإنما بتعزيز هذا البرنامج وإنجاحه .. ولعل من أهم خطوات إنجاح هذا البرنامج على الصعيد الوطني ، هو العمل على تذليل كل العقبات التي تحول دون أن يتمكن شباب الوطن وشاباته من الخريجين والخريجات من الحصول على وظيفة وفرصة عمل مناسبة لتخصصه العلمي والأكاديمي ..
3-إن القطاع الخاص بكل مؤسساته وشركاته ، يتحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه هذه النخبة الوطنية الجديدة ، التي عادت إلينا وهي تحمل تخصصات علمية متميزة ومناسبة لسوق العمل ..
لهذا فإننا ندعو أرباب هذا القطاع ومن موقع المسؤولية الوطنية إلى الالتفات إلى هذه المسألة ، وإعطاء أولوية في عملية التوظيف لهذه النخبة العلمية الجديدة من أبناء وبنات الوطن الذين نفخر بهم جميعا ..
فلا يجوز وطنياً وأخلاقياً أن يبحث أفراد هذه النخبة عن وظيفة وفرصة عمل مناسبة لدراستهم الجامعية وتخصصهم العلمي ولكنهم لا يحصلون عليها .. فهؤلاء هم ثروة الوطن الحقيقية ولا يصح التعامل مع هذه الثروة الوطنية النوعية بإهمال .. لهذا فإننا ندعو أرباب القطاع الخاص لإطلاق مبادرة وطنية لاستيعاب أصحاب التخصصات العلمية في وظائف ومهن لائقة بموقعهم العلمي ..
4-إننا ندعو الخريجين والخريجات إلى عدم رفع الراية البيضاء والاستسلام .. فهذه الصعوبات ليست نهاية الطريق .. تعاونوا مع بعضكم البعض لتذليل كل الصعوبات والعقبات ، لا تيأسوا ولا تستسلموا أمام عثرات الطريق ، فأنتم نخبة الوطن العلمية .. وإذا كانت هناك جهات أو مؤسسات لم تلتفت لأي سبب من الأسباب إلى علمكم ومهنيتكم فهذا ليس نهاية الطريق ..
فالإصرار على النجاح والكفاح من أجل خدمة الوطن من موقع الاقتدار العلمي ، من القضايا التي تستحق العمل المتواصل من أجل إنهاء كل ما يحول دون الوصول إلى ما تتطلعون إليه ..
فخطوتكم لمواصلة الدراسة الجامعية والانخراط في مشروع الابتعاث الخارجي ، كانت خطوة ناجحة ورائدة ومتميزة ، ووجود صعوبات في الحصول على وظيفة وفرصة عمل مناسبة ولائقة ، ينبغي أن لا يدفعكم إلى اليأس أو القنوط أو تخطئة خطوتكم في مواصلة التحصيل العلمي .. فما قمتم به لنيل الشهادة العلمية العليا ، هو عين الصواب ووطنكم يحتاج إليكم وأنتم ناجحون ومتميزون ومتمكنون علميا وأكاديميا ، ووجود صعوبات ، لا يلغي هذه الحقيقة وسيكتشف الجميع عاجلا أو آجلا مدى حاجة الوطن إليكم ، وأنكم رهانه المستقبلي .. وعلى كل حال من الضروري أن تتضافر كل الجهود والإمكانات ، من أجل استيعاب طاقات وكفاءات الوطن الجديدة من خلال توفير الفرص الكاملة لهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم من موقع وعنصر القوة الذي يمتلكونه ألا وهو التخصص العلمي والأكاديمي ..
