كلمة الرياض
سلطة تحاصرها الكوابيس!!
يوسف الكويليت
مَن بقي لسورية في ميدان نزاع السلطة مع الشعب، وهل يستطيع حلفاء الظل في إيران، وحزب الله إنقاذ الحكم من الموقف الذي اتسعت رقعته لتشمل الدول المؤثرة في الأدوار السياسية والاقتصادية، والدول العربية التي غلبها الصمت والهدنة السيئة إلى خلق موقف جديد في الانحياز للشعب السوري على جلاديه؟
لا أحد يقول إن بشار الأسد معزول حتى يحصل على براءة مما يجري، وبأن طبقة محيطة به هي من يتخذ القرار، بينما هو من يخطب ويواجه المبعوثين، وإذا كانت هذه حقيقة وضعه فلماذا لايكون شجاعاً بأن يظهر على الملأ ويقول كلمته الصريحة أمام شعبه والرأي العام العالمي، فيكسبَ شريحة كبيرة كان قد ظهر أمامها أنه رجل الإصلاح، ونموذج الشاب الذي يريد تغيير خريطة بلده باتجاهات تختلف عن حكومات سورية السابقة بما فيها مرحلة قيادة أبيه لها؟!
المخرج لم يعد جمْع لجان، وفتح حوارات تجمّل وجه السلطة، فيما يُذبح الشارع وتمنع عنه الأغذية والأدوية، وتوقف هجرته، وتُدمّر مساكنه، والعملية لا تحجبها المبررات في السياسة التي استهلكت ذاتها بكلمات وتصريحات ليست ذات فاعلية، فالشعب عندما يضغط ويضحي، فإن مبرر فعله جاء من فقدان الثقة بسلطته، لأن الحاجز الذي وضعته بينها وبين المواطن بقي منطلقاً لكسر هذا الحاجز بتضحيات لا تقدر عليها إلا الشعوب التي تنشد الحرية..
فالسلطة التي تحيط نفسها بالأزلام والمنتفعين، وتأمر ولا تقبل أن تتلقى النقد والمساءلة، هي بحكم تقادم التاريخ، ساقطة، لأن من لا يقدّر العولمة الإنسانية وزحف وتأثير وسائل الاتصال، والموازنة بين شعوب تعيش حريتها ورفاهها، وأخرى تخضع للقمع، لم يعد في ثورة التقنيات المعاصرة أمراً فرضياً يقرره الزعيم، والبطل والحاكم بأمره، أمام أجيال تريد نمطاً مختلفاً من العلاقات واستشعار فضاء عالم لا يُغلق على نزع السيادة من المواطن، واعتباره مجرد خادم للسلطة..
العزلة التي ستواجهها سورية، هي رهان المنتصر، بمعنى أن من يتوهم أن الحسم يأتي من الرصاصة، يجهل أن العملية خاسرة من خلال وقائع تاريخية أقربها إلينا سقوط الاتحاد السوفياتي، وشاه إيران، ثم جمهوريات التوريث العربية، وسورية لن تكون بمنأى عن الضغط الشعبي الحاد الذي سيقرر نوع ولون الحكم الذي يريد..
فالشلل الذي أصاب الاقتصاد، وأغلق الحدود مع دول الجوار، ونهب أرصدة الدولة وتهجيرها، ومضاعفات خسائر الحركة الاقتصادية برمتها أعباء سوف يواجهها الشعب بكل قواه، وحكومة ليست لديها المعوّض المادي، على الأقل، بدفع الرواتب وتأمين المعيشة والوقود تبقى عوامل دافعة حتى للجيش عندما يجد نفسه في نفس الوضع البائس مع المواطنين، أن ينحاز مع الشعب..
الأيام المتسارعة جعلت الحكم السوري يفقد المتعاطفين، والمناورين من أجل مصالحهم معه حتى إن الصين وروسيا اللتين طالما وقفتا ضد إصدار العقوبات الدولية على الحكم السوري ستجدان نفسيهما بين نارين، رأي عالمي يقف ضد أي توجه بمعاقبة الشعب، ثم النظر لما بعد زوال السلطة، وكيف ستقوّمان الموقف الشعبي السوري من تصرفاتهما، ولذلك وجدنا من يعلن صوته ويرفض سلوك الحكم وأزلامه من قبل الدولتين..
سلطة تحاصرها الكوابيس!!
يوسف الكويليت
مَن بقي لسورية في ميدان نزاع السلطة مع الشعب، وهل يستطيع حلفاء الظل في إيران، وحزب الله إنقاذ الحكم من الموقف الذي اتسعت رقعته لتشمل الدول المؤثرة في الأدوار السياسية والاقتصادية، والدول العربية التي غلبها الصمت والهدنة السيئة إلى خلق موقف جديد في الانحياز للشعب السوري على جلاديه؟
لا أحد يقول إن بشار الأسد معزول حتى يحصل على براءة مما يجري، وبأن طبقة محيطة به هي من يتخذ القرار، بينما هو من يخطب ويواجه المبعوثين، وإذا كانت هذه حقيقة وضعه فلماذا لايكون شجاعاً بأن يظهر على الملأ ويقول كلمته الصريحة أمام شعبه والرأي العام العالمي، فيكسبَ شريحة كبيرة كان قد ظهر أمامها أنه رجل الإصلاح، ونموذج الشاب الذي يريد تغيير خريطة بلده باتجاهات تختلف عن حكومات سورية السابقة بما فيها مرحلة قيادة أبيه لها؟!
المخرج لم يعد جمْع لجان، وفتح حوارات تجمّل وجه السلطة، فيما يُذبح الشارع وتمنع عنه الأغذية والأدوية، وتوقف هجرته، وتُدمّر مساكنه، والعملية لا تحجبها المبررات في السياسة التي استهلكت ذاتها بكلمات وتصريحات ليست ذات فاعلية، فالشعب عندما يضغط ويضحي، فإن مبرر فعله جاء من فقدان الثقة بسلطته، لأن الحاجز الذي وضعته بينها وبين المواطن بقي منطلقاً لكسر هذا الحاجز بتضحيات لا تقدر عليها إلا الشعوب التي تنشد الحرية..
فالسلطة التي تحيط نفسها بالأزلام والمنتفعين، وتأمر ولا تقبل أن تتلقى النقد والمساءلة، هي بحكم تقادم التاريخ، ساقطة، لأن من لا يقدّر العولمة الإنسانية وزحف وتأثير وسائل الاتصال، والموازنة بين شعوب تعيش حريتها ورفاهها، وأخرى تخضع للقمع، لم يعد في ثورة التقنيات المعاصرة أمراً فرضياً يقرره الزعيم، والبطل والحاكم بأمره، أمام أجيال تريد نمطاً مختلفاً من العلاقات واستشعار فضاء عالم لا يُغلق على نزع السيادة من المواطن، واعتباره مجرد خادم للسلطة..
العزلة التي ستواجهها سورية، هي رهان المنتصر، بمعنى أن من يتوهم أن الحسم يأتي من الرصاصة، يجهل أن العملية خاسرة من خلال وقائع تاريخية أقربها إلينا سقوط الاتحاد السوفياتي، وشاه إيران، ثم جمهوريات التوريث العربية، وسورية لن تكون بمنأى عن الضغط الشعبي الحاد الذي سيقرر نوع ولون الحكم الذي يريد..
فالشلل الذي أصاب الاقتصاد، وأغلق الحدود مع دول الجوار، ونهب أرصدة الدولة وتهجيرها، ومضاعفات خسائر الحركة الاقتصادية برمتها أعباء سوف يواجهها الشعب بكل قواه، وحكومة ليست لديها المعوّض المادي، على الأقل، بدفع الرواتب وتأمين المعيشة والوقود تبقى عوامل دافعة حتى للجيش عندما يجد نفسه في نفس الوضع البائس مع المواطنين، أن ينحاز مع الشعب..
الأيام المتسارعة جعلت الحكم السوري يفقد المتعاطفين، والمناورين من أجل مصالحهم معه حتى إن الصين وروسيا اللتين طالما وقفتا ضد إصدار العقوبات الدولية على الحكم السوري ستجدان نفسيهما بين نارين، رأي عالمي يقف ضد أي توجه بمعاقبة الشعب، ثم النظر لما بعد زوال السلطة، وكيف ستقوّمان الموقف الشعبي السوري من تصرفاتهما، ولذلك وجدنا من يعلن صوته ويرفض سلوك الحكم وأزلامه من قبل الدولتين..
